2017/02/08

عــــودوا


أحمد يونس - غزة

إلى الراحلين عنا في غيبة البعد، نسينا كيف هي تقاسيمكم وخفَتَ فينا حضوركم، إليكم أيها الحاملون همومكم بعيداً عنا، بعد أن بكينا فراقكم وناجينا فيكم حبنا الأبدي للقدس العتيقة، واستحلفناكم بأرواح الطاهرين ودماءهم، كنتم قد أعلنتم الرحيل والعصيان، هان عليكم دمنا وصغر فيكم حبنا، ويوم ويوم ويوم .. حتى تلاشيتم فينا وحل بنا ذلك الداء اللعين الذي يُفقد ذاكرتنا. إلى الغائبين الحيارى والهائمين في رحلتهم بحثاً عن النور .. وإلى الشاردين عنا وعن فقرنا وموتنا، للباحثين عن سعادتهم هناك وهناك بعيداً عن هنا، إليكم جميعاً أفشي لكم وقيعة قلبي بكم، ما انفك يتذكركم قبالة رقاده المتأخر كعادته المريضة بكم، ويستيقظ على ابتساماتكم المكللة ببوح المسافات الشاسعة بيننا بالحب، أي رخاء أعيشه وأي نبض يحتمل ضجر أرواحنا المعتلة الغريقة بصحراء اليأس، هذه رسالتي الثانية بعد التسعمئة السابقة وحتى الساعة لا أعلم إن كنت على بينة من أمرنا وإن استحقيت رسائلي المبجلة بتوقيع الأبرياء والصغار والملائكة والأرواح السليبة خلف أسوار الأسرَّة  المتجاورة بفعل بخلنا وفجاعة عداءنا. أي صمت كفيل ببوح دواخلنا قبل غربتكم، وأي قدر حملكم على فرقتنا وتجاوزنا، أكنا بهذا الهباء في ذكرياتكم حتى كدنا نقتل بعضينا كل في داخله، إليكم أيها الراحلين عن الثلج وعن الديار .... عودوا !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق